ملتقى الفنانين و النقاد العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الفنانين و النقاد العرب

ثقافة الصورة و بهاء الكلمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 يـــوم مع طلاب الفنون الجميلة دفعة 2008 بفسم التصوير -1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أماني علي فهمي
مشرف منتدى التصوير



عدد الرسائل : 20
العمر : 58
Localisation : egypt
Emploi : artist
تاريخ التسجيل : 23/02/2008

يـــوم مع طلاب الفنون الجميلة دفعة 2008 بفسم التصوير -1 Empty
مُساهمةموضوع: يـــوم مع طلاب الفنون الجميلة دفعة 2008 بفسم التصوير -1   يـــوم مع طلاب الفنون الجميلة دفعة 2008 بفسم التصوير -1 Icon_minitimeالسبت أغسطس 09, 2008 3:32 am

مشروع التخرج.. نهاية أم بداية ؟
::
أقل ما يوصف به أنه يوم مختلف ، يوم تصبغه الأجواء الإحتفالية بألوان مبهجة بقدر ما يحمل من تشويق وترقب وشعور بتعب خمس وثلاثون يوماً من العمل المتواصل المنهك ، تعب قد لا يلتفت إليه الجسم إلا مع مجئ هذا اليوم ، للبعض ينتهى اليوم بإحتفال وسعادة تغمر الوجدان وللبعض الآخر قد ينتهى بخيبة أمل وربما بضع قطرات من الدموع ، ولكن مما لاشك فيه أن مسحة من شجن هو ما يخيم على أجواء هذا اليوم المصيري ، ففيه تكتب كلمة النهاية لحدوتة ذلك الشاب الحالم بحياة يطوقها الجمال… إنه طالب الفنون الجميلة ، مفردات حياته قد تختلف عن مفردات حياة الكثيرين من أقرانه المنتمين لأماكن دراسية أخرى ، سنوات دراسته مشبعة بطابعٍ متفرد وتفاصيل يومية مغايرة .. هى طبيعة الفن ، حياة متكاملة تتوازى مع الواقع ولكنها مغلفة بنسيج من دانتيللا شفافة تصفي هذا الواقع من بعض شوائبه وتحجب قدراً من صخبه ، فلنسمها إذن رحلـة .. رحلـة إستمرت خمس سنوات مشحونة بكل صور الحياة والأحاسيس ، قد يستعرضها خيال هذا الشاب ، تتهادى كأطياف تعبر ذاكرته حيث تبدأ الصور المستدعاة تتوالى منذ اليوم الأول لدخوله من بوابة هذا المكان وحتى آخر لحظة وضع فيها باقة من الورد أمام لوحة مشروع تخرجه ، أو لنسمه.. مشروعه لتحقيق الذات.
مع بداية النصف الثانى من شهر يوليو من كل عام ، تبدأ كلية الفنون الجميلة بالقاهرة الإعداد لتحكيم مشاريع التخرج الخاصة بأقسامها المختلفة ، دورة منتظمة تمر بها على مدى أعوام طويلة مضت ، ولكن عام 2008 كان يستحق وقفة للتأمل ، إنه تتمة المائة عام ، قرن من تدريس لغة الإبداع الجمالي ، الإبداع فى فنون العمارة بما تشمل من تصميم معماري ، تخطيط مدن وعمارة داخلية ، فنون التصوير الزيتى والجداري ، النحت الفراغي والميدانى ، النحت البارز والميدالية ، فنون الحفر والرسوم المطبوعة ، الرسوم المتحركة ، الديكور الداخلى والفنون التعبيرية إلى جانب قسم تاريخ الفن وهو قسم نظرى مستحدث ، هذه هي حصيلة ماتحويه تلك الجدران المحوّطة بأشجارها العتيقة السامقة الراصدة فى صمت لكل ما مر على هذا المكان من أيام وأحداث وأناس ، فتيات وفتيان طلاب فن ، أساتذة ومدرسون من أنماط إنسانية متنوعة ، موظفون هم جنود مجهولة ، موديلات وعمال طيبون ، وحراس لأمن المكان بكل ما يحوي ، كلية الفنون الجميلة بموقعها الحالي بحي الزمالك فى قلب القاهرة الكبرى هي بكل تأكيد “قيمة” رغم ما طالها من تآكل وتراكم لغبار الدهر الذى حجب مساحات من جمالها القديم .. ستظل محفلاً علمياً وفنياً يحمل عبقاً وتاريخاً من الإبداع الحضاري .
اليوم .. يوم التحكيم الأخير، أو لنسمه يوم ” الحساب الأخير” على غرار لوحة مايكل أنجلو الشهيرة ،هو يوم للطالب أولاً .. ولذلك قررت أن أتفرغ فيه للطالب فقط ، أحدثه ، أشعر به ، أسأله عن أحلامه ، بعيداً عن رقابة الأستاذ أو أي مسئول بالكلية ، قررت التجوال بين الطلبة ، وبينما كنت أمر على مراسم القسم الذى أنتمى إليه ، قسم التصوير الزيتى ، أستعدت ذكريات هذا اليوم ، وكم كنت متعبة ، تختلط المشاعر داخل نفسي ، اليوم أنظر للطلاب وأرانى فى كل واحد فيهم وفى كل واحدة فيهن ، أعرف أن هذا اليوم لم يسبقه نوم ربما لعدة ليالٍ ، أعرف أن هذا اليوم ليلته موصولة بصبحه ، فغالباً لا تكفى الساعات لإنهاء الأعمال على ما يرام ، وأعرف أن ظهور الطلاب انحنت وأن أقدامهم قد تورمت ، كما أعرف أن جيوبهم لم تعد تفي حتى بوجبة إفطار مناسبة ، كان هذا فى أيامنا أى فى أوائل تسعينيات القرن الماضى فما بالنا بالأيام الحالية التعسة التى وصل فيها ثمن أنبوبة اللون الصغيرة إلى أكثر من عشرين جنيها بعد أن كانت لا تتعدى الأربعة جنيهات !!
بدأت التجول بين الأعمال ، المراسم مثل خلايا النحل ، عمل وحركة لا تهدأ ولكن تركيزى داخل نفسي يعزلنى عن الصخب والحركة الدائبة من حولي ، حتى أكاد لا أسمع غير همهمة إنطباعاتى عما أراه من لوحات ، حوارى الداخلي وأسئلتى التى أجيب عليها فى ذات الوقت .. لماذا تغيرت الأجيال فازدادت سمات اللامبالاة والإستسهال ؟ .. لم يعد الطالب منغمس فى الفن بكامل صدقه وكيانه ، فأجدنى أجيب : ربما لم يعد لديه إيمان كافى برسالة الفن فى الحياة بسبب إختناق الواقع بمعضلات يصعب حلها .. هو فى كل الأحوال معذور وله بدل السبب عشرات الأسباب التى تبرر ما وصل إليه حاله ، ولكن على الرغم من ذلك لا أستطيع أن انكر أو أى احد أن ينكر أن هناك بعض نماذج من طلبة هذا العام والأعوام القليلة السابقة له تتمتع بتفتح وجرأة فى خوض تجارب فنية متميزة ومتطورة تفوق جرأة من سبقوهم حين كانوا فى مثل اعمارهم.. الموضوعية هنا واجبة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يـــوم مع طلاب الفنون الجميلة دفعة 2008 بفسم التصوير -1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» يـــوم مع طلاب الفنون الجميلة دفعة 2008 بقسم التصوير -2
» يــوم مع طلاب الفنون الجميلة دفعة 2008 بقسم التصوير -3
» يــوم مع طلاب الفنون الجميلة دفعة 2008 بقسم التصوير -4
» الفنون في عصر الصورة الإلكترونية.
» الفنون في عصر الصورة الإلكترونية.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الفنانين و النقاد العرب :: منتدى التصوير-
انتقل الى: