طلعت عبد العزيز عبد العال
عدد الرسائل : 12 العمر : 69 Localisation : egypt Emploi : Painter artist Loisirs : arts تاريخ التسجيل : 13/05/2008
| موضوع: اشعبي العربي في مدريد الأحد يونيو 08, 2008 6:59 am | |
| على أنغام البوليرو والفلامنكو أحمد حســـين يعيد حضارة المجد التليد ويراقص الأسبان في أروقة مدريد
لماذا أصبح الآن السهل ممتنعا .. والممكن مستحيلاً..؟ لماذا تعطلت في ألسنتنا لغة الكلام .. وفي أيدينا أغصان السلام .. ؟ لماذا فشلنا في تحرير الإبداع من المحلية وفتكنا بالطبيعة الفنية الإنسانية بما تحمله من تمرد وانفلات عن الذات ..؟ لماذا نصر على استنطاق الاشياء باسماءها .. ؟ فهل عندما تصل المنفعة الحدية إلى درجتها القصوى .. نستطيع أن نكتب على علب الفلفل .. سكر ؟!! إذا .. لماذا لا تنطلق ابداعات أحمد حسين الغامدي إلى مدريد ؟؟ حتى تتوالى عبارات الاستغراب ونسوق آلاف المعاني لعبارات التهاني في أروقة المنتديات إبتهاجا بهذا الحدث الفريد . أما آن الآوان لأن يحصد المجدون ثمار غرسهم .. !عندما نستلهم الصياغات الجمالية في أنساق أحمد حسين الفنية ونشخص أبصارنا إلى البناء الوجداني الشاهق في اعماله ستصبح عندها علامة التعجب بدون معنى .. معلنة الانسحاب النهائي من سياق التحليل النقدي لانجازاته .. وتغرد ابداعات الفنان العنيد في أروقة وردهات مدريد إنطلاقا من المحلية ومشكلة هبوطا مظلياً علي ساحات الفن العالمية. أحمد حسين .. هو ذاك الخلف الطارح للسلف الصالح .. عندما تستدعينا الذاكرة الفنية لأمجاد البروفيسور / عبد الحليم رضوي « رحمه الله » وآذاننا صاغية لسماع شهادة » متحف الفن الحديث » على أصالة الفن السعودي المعاصر بتوقيع الرضوي والحاصل علي درجة البروفيسورية من الأكاديمية العليا بمدريد .. وفي عقر دار ( ألجريكو - موريللو - جويا - بابلو بيكاسو - سلفادور دالي - خوان جريس - وجوان ميرو ) رواد الفن التشكيلي العالمي .
اسوق هذه الكلمات على هامش المعرض المقام في اسبانيا « لوحات عربية في مدريد » للفنان السعودي احمد حسين والفنان محمد المندوري من رواد الفن التشكيلي المغربي . حيث تنبئنا السيرة الذاتية لأحمد حسين الحاصل على بكالوريوس العلوم والتربية وأمين بيت التشكيليين السابق وعضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية .. .. إلى المزيد من الألقاب المحفوظة والتي حصدها بدماثة الخلق وعمق الرؤي وكواحد من جيل الفنانين السعوديين الشبان الذين حملوا أختام النهضة التشكيلية في الفترة الأخيرة ..
خاض أحمد حسين تجاربة الإبداعية من تفاعلات كيميائية أدت نتائجها الأولية إلى فك الشفرة العالمية .. وليعلن بكل جراءة ومن داخل معمله الكيميائي اكتشاف عبقرية فنية بتفاعلات الأحماض الأمينية مع قلويات التراكيب اللونية .. داخل جسده .. وتكوينه المتوارث من بيئته الإيمانية .. فلا شيء في هذه الآونة يستعصي على إكتشاف الذات بالعفوية المطلقة تارة وبالمعادلات المتكافئة تارة أخرى ليصبح التوازن بين الجزئيات في طرفي المعادلة هو السمة الرئيسية للكيميائي الفنان أحمد حسين انسلاخا من رحم الطبيعة والرمال الذهبية الأصيلة .. والتي تتلاعب بها سكينته الرعناء ليعيد ترتيب فلسفته الخاصة كيفما يشاء بمتطلبات تتحسس الجمال بكل معانيها .. ملقية بالمتلقي داخل مشهد دراماتيكي بين السكون والحركة في تبادل حي للعناصر داخل ثنايا الأنسجة القماشية للوحة تاركا لرياح الابداع كامل الحرية في تحريك الطاقات داخل ذلك المشهد السينمائي ليدور برؤسنا وأحساسيسنا كيفما أراد.. متوشما الحيرة على وجوهنا والجدال في عمق وجداننا ..
شكل ( ١)
وعودا على رائعة المشاهد في لوحة الكعبة المشرفة التي برهنت عناصرها على قدسيتها باحاطة متقنة في سياق كتلة اللوحة بالبناء المعماري للحرم الشريف وشخوص الزائزين متضرعة إلى المولى عز وجل في نسق إيماني عظيم يتوسط اللوحة داخل تراكيب لونية تتدلي فيها عبقرية العمل بين اللازوردي والتركوازي بتناغم شديد يبين تماوج اللونين الأصفر والذهبي
شكل رقم (٢)
البناء الإنساني في سياقاته التشكيلية والمرتبط بالقيم الإنسانية والتي تحيل الواقع النظري إلى خيال بصري قادر على ولادة أحاسيس تعكس جمال البيئة التي نشأ وترعرع فيها .. حتي دمغت هذه الفلسفة بطابع متميز في اعماله مكونة اسلوبا متميزا له بين فيزياء التعبيرية وكيمياء الرمزية في قوالب تجريدية نكوصا على المشاهد المشتقة من رحم الطبيعة لتتوالد الحكمة بالتمازج بين الحياة المعيشية والخيال المؤطر بالأسطورة حيث يصبح الإمتزاج بين العواطف والمواقف والرؤي والأحاسيس هو العنصر الرئيسي لبناء التآلف في أعماله لتعيدنا الي الاصرار على التمسك اللانهائي بالبيئة الشعبية لأحمد حسين.
شكل رقم ٣ / ٤
اكتمال التوحد في البناء الإنساني واللوني بالمفردات والأدوات المتجددة في عطاء فناننا والانتقال المرحلي والهيكلي بالذهنية المحلية رسخت التراكيب الفكرية والإنتمائية في صياغة أعماله ومنسوجات خياله ولوجا إلى العالمية .. ووقوفا على قدم المساواة مع أعمال فنانين ارتقوا مجد العالمية في عالم يضيق خناقة يوما بعد يوم في تراكمات .. اصبحت الرؤية الحاقدة هي السمة الرئيسية للمشهد التشكيلي العربي المعاصر
الكتابة من وجة نظر خاصة عن أحمد حسين الفنان والإنسان شهادة مجروحة اعتبرها بحكم زمالتي لهذا النبع الفياض بالأحاسيس المليئة بالود سواء في ورش محلية أو معارض داخلية .. مسيرته الإنسانية التي حملت في مشوارها الفني والمليئ بالحفر والمطبات والمتوجة بإنجازات عالمية روح شفافة عنوانها الحب الإيماني بين ثناياه مهدت الطريق إلى العالمية والانفتاح الفني في جاليرهات أوروبية ، وأكسبته مهارة البحث عن الذات داخل المنابع الفكرية وإنفلاتا من فخ المحلية من خلال ذلك المنعطف التحولي بالرموز والإشارات والدلائل والرؤي وبالجهد والمثابرة وحميمية العلاقة والإصرار على الانتصار بالغوص العميق داخل الأعماق والذهاب بالجمال إلى أقصى الحدود واستبطان التجارب حول صياغة مذهب مألوف ومتعارف عليه في الإبداع والاحتراف والتكوين متكئا على العواطف النبيلة و الجياشة في وجدان الفنان.استخلاصا .. أحمد حسين يعيد أمجادنا العربية إلى بلاد الأندلس بدءا من زرياب وإنتهاءا بالرضوي بحنين جارف للأصول الشرقية وإحتفاءا بالحضارة .. ليعيد المجد التليد ... داخل أروقة مدريدالفنان التشكيلي / طلعت عبد العزيز السادس من يونيو ٢٠٠٨[/size][/ | |
|