لمحة عن الفنان المصري آدم حنين 
آدم حنين ، إسم كبير لرسام ونحات مصري تخطت شهرته أرض وطنه الأم ليصبح فناناً عالمياً يضاهي في حداثته وأصالته كبار فناني العالم ، يطلقون عليه كاهن النحت المصري .. كاهن لأنه واحد من قلائل أفنوا حياتهم في محراب الفن إبداعاً ، فساهموا بمصداقيتهم تلك في حماية الفن المصري الحديث .. وكاهن لأن روحانيته عميقة تُستشف من سمو كياناته الممتلئة بإشعاع داخلي ، المنحوتة بشاعرية فياضة تنبض بالحياة والعذوبة وشفافية الحس حتى ولو كانت أشكالاً مجردة ، كتله رغم رسوخها وبنائيتها إلا أنها تشي بخفة وإنسانية بالغة ، فهي تحكي في نبل ورفق عن قصة هذا المبدع الذي حمل بداخله إرثاً عظيماً طاف به بقاع الأرض كاشفاً عن الغموض والخلود .
وعن خلاصة تجربته الفنية يقول آدم حنين : " .. والآن وبعد جهد ومثابرة عرفت من أنا.. هذا لن يجعلك ترفض الذي حولك ولكن يبقي أن لك حقا في الحرية بأن تتجاوز كل هذا وتبحر في بحار جديدة وتفعل ما تريد وما تراه بالرغم من ارتباطك بماض وتاريخ لأن الانغماس في المصرية خطأ بشكل معين يجعلك انطوائيا ويجب أن تقيم توازنا بين مصريتك وأصولك وبين ما تراه من جديد وتجريب وحداثة، فالفن في اعتقادي ليس أن تجلس وترسم صورة أو تنحت تمثالا أو تدخل في تجارب إنما هو تربية، تربي نفسك، تشتغل علي نفسك، هذا الذي يخرج هو نوع من الالتزام ... " ( أخبار الأدب – نوفمبر2006 )
ولد آدم حنين بالقاهرة فى عام 1929 ، ومنذ طفولته وقبل أن يتخطى العاشرة من عمره إمتلأت نفسه بشغف كبير تجاه النحت المصري القديم ، من خلال زيارته للمتحف المصري ، حيث أدرك رغم صغر سنه مفاتيح العبقرية فى هذا النحت ، والتى ظلت ترافقه طيلة حياته موقناً بأنه لن يجد فى نفسه ما يضاهي تلك العبقرية رغم إطلاعه وتأثره بما أنجزته الحضارة المعاصرة فى العالم.
بعد إتمام دراسته للنحت فى كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1953 ، أختير عضواً بمراسم الأقصر لمدة عامين ، ثم سافر إلى ألمانيا حيث درس الفن فى أكاديمية الفنون الجميلة بميونخ ، وخلال تلك المرحلة أثرى كيانه الفني بثقافة إنسانية مكنته من تجاوز حدود الأكاديمية ليكتشف أسرار النحت الفرعوني ، ويستشف جمال العلاقات الجوهرية في الكائنات والحياة. وبعد عوته الى مصر حصل على منحة للتفرغ منذ عام 1961 وحتى عام 1969
وفى اثناء تلك الفترة تألقت موهبته فى العديد من الأعمال المرتبطة بالبيئة والحياة مثل المحارب ، حامل القدور ، البومة ... وغيرهم ، وبرع فى تطويع الجص والجبس لتلخيصاته الصوفية وتكويناته المتزنة.
هاجر آدم إلى باريس عام 1971 واستمرت إقامته طيلة خمس وعشرون عاماً ، ترسّخت خلالها شخصيته الفنية وتنوعت وتأثرت بالإتجاهات العالمية الحديثة ، وترددت بين الخامات المختلفة من حجر، بازلت، رخام ، فخار زلطي وجرانيت .
عندما عاد آدم حنين إلى بلده ، أشرف على ترميم تمثال ابي الهول ومنحته مصر إمكانيات ووسائل تتناسب وقدر إبداعه ، فأقام بيتاً وورشة عمل في الحرانية ،. وفي هذا المكان المشرف على الأهرامات بات بإمكان الفنان أن يمنح شكلاً لمشروع سفينته العتيدة المصنوعة من الجرانيت والبرونز، والبالغ طولها تسعة عشر متراً، كما أنشأ في أسوان «الملتقى (السمبوزيوم) العالمي للنحت»، الذي شغل فيه وظيفة المفوض وأشرف عليه منذ بدايته عام 1996 حتى الآن .
.......
وعن إنجازات الفنان ومشاركاته الفنية فى سطور :
- بينالى الإسكندرية الأول 1960 .
- بينالى فينيسيا 1962 .
- شارك فى الفياك فى باريس 1980 ، 1981 ،1983 .
- بينالى القاهرة الدولى 1992 .
- شارك فى سمبوزيوم النحت فى الصين بتمثال من الجرانيت الاسود 1998 .
معرض خاص فى متحف المتروبوليتان ، عام 1999
- بينالى خيال الكتاب الدولى الثانى بمكتبة الإسكندرية 2005 .
- عرفته الصحافة المصرية كرسام صحفي لمدة 10 شهور
- أقام عدد كبير من المعارض الخاصة وله مقتنيات فى مصر والعديد من دول العالم
- له أعمال من الخزف الملون على واجهة مدينة الفنون بالهرم .
- تنتصب امام مبنى مؤسسة الأهرام بالقاهرة احد طيوره مفرودة الجناحين ومنفذة من البرونز انجز تمثاله ( الحرية ) فى وزارة التربية والتعليم .
- شارك فى ترميم تمثال ابو الهول بالجيزة 1990 .
- عضو لجان التحكيم للمعارض العامة والدولية منذ 1971 ومهرجان السينما بالقاهرة والاسكندرية .
- جائزة أولى للانتاج الفنى .
- كرم فى معرض المكرمون 1996 .
- جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1998 .
- جائزة مبارك عام 2004 .
- حصل على الجائزة الكبرى لبينالى القاهرة الدولى 1992 .
هناك اربعة تماثيل برونزية وخامس من الجبس بوزارة الثقافة .
- تمثال حامل القدور من البرونز فى حديقة النحت الدولية بأمريكا 1960
- ثلاث قطع بمتحف الفن المصرى الحديث اهمها تمثال ( البومة ) 1965 .
- تمثال الحمار الذى ثبته الفنان الراحل رمسيس واصف فى قرية الحرانية الجيزة .
- تمثال طائر من الرخام الابيض ـ اكاديمية الفنون ـ روما .
وكان معرضه الإستيعادي الضخم بالقاهرة ( قاعة أفق واحد ) 2007- 2008هو آخر لقاء بهذا الكيان الفني الكبير
.....
أماني علي فهمي
السبت مارس 29, 2008 10:38 am